( الفصل الثامن والعشرون )
( مدينة العنب )
تأليف : هاشم توفيق 2006م
وفي مدينة العنب الذي يسكنها المخترع عبقرينو ، وقف عبقرينو بجانب أحد المحلات لأجهزة الكهربائية .
عبقرينو : لقد تأخروا .. من الأفضل أن أبحث عنهم
وفي نفس الوقت ، وصل الفرسان للتو إلى المدينة
شاهين: الم يخبرك عبقرينو أين ينتظرنا في مدينته ..ولم يحدد المكان
بندق: هناك أمراً يشغل تفكيري
شاهين: وما هو يا بندق
بندق : من يكون ( زعيم الظلام ) ، و لماذا يريد السيطرة على المملكة بأكملها .
بطوط : من الصعب الإجابة عن هذا السؤال
بعد هذه المحادثة القصيرة ساروا في شوارع المدينة الواسعة ، ثم وقفوا فجأة عن السير .. لمح شاهين وبندق صديقهم بطط متجه نجو شجرة تحلم العنب .
أقترب بطوط كثيراً من تلك الشجرة ، و أخذ كمية كبيرة من حبات العنب ، حاول شاهين منع بطوط من تناول العنب .
ولكنه قرب حبات العنب إلى منقاره ، الا أن يداً خطفت منه ، كانت يد عبقرينو .. لم يكن مسروراً
عبقرينو : لا تأكل هذا العنب .. و الا نمت لمدة شهر كامل !
شاهين: و كيف توصلت إل هذه النتيجة ؟
عبقرينو : لقد قمت بفحص لأحد سكان المدينة الذين تناولوا العنب المنوم
بطوط : أشكرك .. لأنك منعتني في اللحظة الأخيرة
عبقرينو : لا شكر على واجب
بندق : هل يبعد منزل الحاكم ( أرنوب ) عن هنا
عبقرينو : لا أنه قريب .. بجانب بيتي .. أتبعوني
لاحظوا أن بعض المحلات مهدمة والبعض الآخر من المحلات مفتوحة بدون أصحابها ، حتى وصلوا إلى بيت عبقرينو المتواضع .
ثم أشار عبقرينو إلى منزل آخر
عبقرينو : هذا منزل الحاكم
كان منزل ( أرنوب ) عبارة عن جزرة ضخمة
عبقرينو : حسناً أظن أن مهمتي انتهت ..سأذهب إلى عائلتي
و تابع الفرسان طريقهم بمفردهم ، عندما وصلوا إلى البيت .. وقفوا بجانب الباب الذي كان على شكل خس .
طرق شاهين الباب ثلاث مرات ، فتح الباب وحده و الغرفة كان لونها بني ، لم يجد فيها أي كراسي أو طاولات أو أي شيء يحوي أن البيت يسكنه أحد .
شاهين: مرحباً .. أيوجد أحداً هنا
بطوط : هل أنتقل السيد أرنوب إلى شارع آخر
بندق : هناك حفرة في وسط الغرفة
أستغرب الأصدقاء لوجود هذه الحفرة
شاهين : اسمعاني جيداً ..إذا دخلت هذه الحفرة ، و لن أجد شيئاً .. سنعود إلى بيت عبقرينو .
شاهين : و أما إذا لم أخرج منها فأتبعاني
بطوط و بندق : مفهوم يا شاهين
أقترب من الحفرة .. و قفز إلى داخلها ، و أنتظرا قليلا إشارة شاهين
بطوط : لم يخرج منها
بندق : إذا ماذا ننتظر هيا بنا
و قفز بطوط و بعده بندق إلى داخل الحفرة ،
حيث ينتظر سقوط صديقاه من فوق .
و ابتعد شاهين بسرعة عن موضع سقوطهما
شاهين : هل أنتما على ما يرام
بطوط : أشعر أني عظامي قد تحطمت
بندق : و أنا أيضاً
قفزت قلوبهم فزعاً ..جاء صت وراء الباب الخشبي يقول : لا أرجوك ..لا أرحمني ، أعطيك مهلة أسبوع ..ولكن لم تنفذ أوامري
شاهين: أحدهم في مأزق ..هيا بنا
ركضوا نحو الباب .. و دخلوا إلى ممر لونه نصفه أحمر و أبيض .
حتى وصلوا إلى باب على هيئة ( خيار ) ، دفع شاهين الباب بقوة ، شاهدوا أرنوب مسترخي على سريره ، بجانبه مدلكه الخاص .
أرنوب : من سمح لكم بالدخول إلى غرفتي
شاهين : آسف على دخولنا المفاجئ
بطوط : سمعنا شخصاً يتعرض للهجوم
أرنوب : أي هجوم .. أنه صوت التلفاز ، كان يشاهد مسلسل بولسي !
بندق: نكرر اعتذارنا
طلب أرنوب من مدلكه الانصراف
أرنوب : بصفتي حاكم هذه المدينة .. أقبل اعتذاركم
شاهين : أنت الحاكم فعلاً
أرنوب : بالطبع أنا هو
شاهين : أعذرني يا سيدي .. أعتقدت أنك من مساعدي الحاكم
أرنوب : لا بأس ..من أنتم .. و ماذا تريدون مني
شرح بطوط عن سبب مجيئهم إلى هنا و غايتهم
أرنوب : إذن أنتم مرسلون من قبل الملكة ميني
شاهين : منذ متى و العنب يجعل الناس ينامون أرنوب : من يوم أمس
بطوط : هل تسمح لي بسؤال
أرنوب : سل ما تشاء
بطوط : كيف أصبحت حاكماً لهذه المدينة ، و المعروف أن الأرانب لا تحب أكل العنب ؟
أرنوب : من كنت صغيراً .. لم يعجبني طعم الجزر و قررت أن أخرج من البيت ..كي أتمل الطبيعة الخلابة .
أرنوب : و حيثما كنت أتمشى ..توقفت عند شجرة العنب ، أخذت بعضاً منها ..و من ذاك اليوم ، صار العنب طعامي المفضل
بندق : هل يمكنني الحصول على توقيعك
شاهين : كف عن المزاح
أرنوب : كيف أستطيع مساعدتكم
شاهين: هل عرفتم من يقوم بتوزيع العنب المنوم
أرنوب : قاموا جنودي المتنكرين .. بارتداء ملابس سكان المدينة ، بمراقبة أشخاص غرباء ، يرتدون ثياب كحلية .
بطوط : و هل قبضتم على واحد منهم
أرنوب: لم نستطيع لقد كانوا سريعين جداً ، و حتى الآن لم نتوصل إلى معرفة مكان تجمعهم
بندق : لماذا لا تطلب من عبقرينو ، أن يساعدك في هذا الأمر
أرنوب : و من يكون عبقرينو
بطوط : أنه مخترع ماهر ..يقدر أن يخترع لك أجهزة مفيدة
شاهين : تسهل مهمتنا هذه
أرنوب : و أين يعيش هذا المخترع
شاهين : بجانب بيتك
أرنوب : إذن ما الذي تنتظرون .. أذهبوا و أحضروا و نفذوا طلب أرنوب .. قاصدين إلى منزل عبقرينو .
***
و بعد مدة طويلة ، وصل ( شاهين ، بطوط ، بندق ) إلى غرفة أرنوب .
بطوط : سيدي الحاكم .. أحضرنا الشخص المطلوب
انحوا جانباً حتى أصبح عبقرينو مرئياً
أرنوب: أقترب أيها المواطن الصالح
و فعل ما طلب منه
عبقرينو : أتشرف بلقاءك سيدي الحاكم
أرنوب : و أنا كذلك .. أستاذ عبقرينو
عبقرينو : نعم سيدي
أرنوب : هل تستطيع اختراع جهاز يحدد مكان الدخلاء ؟
عبقرينو : بالتأكيد أستطيع ..ولكن أحتاج إلى بعض المعدات
أرنوب : هذه ليست مشكلة .. أطلب ما تريد ، و سيحضرها خدمي إليك
نادى أرنوب خدمه عن طريق الجرس ، و حيث دخلوا .. كتب عبقرينو قائمة الطلبات .
و عندما أخضروا جميع المعدات ..بعد وقت طويل
باشر عبقرينو و الثلاثة بصناعة ( جهاز التعقب ) و جلس أرنوب منتظراً من انتهاء تركيب الاختراع و بعد هذا الجهد الجماعي ، اكتمل أخيراً الجهاز
عبقرينو : أحسنتم صنعاً .. باقي شيء واحد
بطوط : و ما هو يا أستاذ ؟
عبقرينو : قطعة من ملابس الدخلاء
ضرب أرنوب على يده متذكراً شيئاً ما
أرنوب : تذكرت ..لقد عثر أحد حراسي على قطعة صغيرة ممزقة من الدخلاء
و ذهب إلى مكتبته ..كي يحضرها إليهم
و عاد بعد قليل ..حاملاً معه تلك القطعة ، ناول أرنوب القطعة إلى عبقرينو
وضعها في داخل آلته الجديدة ، و أشغل الشاشة .. ظهرت خريطة المدينة
شاهين : و الآن كيف ستعثر عليهم
عبقرينو : سأقوم بإدخال صورة القطعة و سوف يبحث عن نفس اللون .
قام عبقرينو بتشغيل نظام تحديد الموقع ، حتى ظهرت نقطة كحلية على مبنى كبير
أرنوب : هل وجدت مخبأهم
عبقرينو : أجل أنهم في مدرسة الغروب – الابتدائية
شاهين : هل شاهدتم هؤلاء الغرباء يخرجون ليلاً
أرنوب : كلا .. لم يشاهد جنودي تحركات في المساء
بطوط : هذا يعني أنهم يبقون مختبئين داخل المدرسة .. طوال الليل
بندق : و يقومون بــ بيع العنب المنوم في الصباح
عبقرينو : علينا برسم خطة ..كي نمنعهم ، بتنويم بقية سكان المدينة
وضعوا أياديهم على أوجههم ..يفكرون بخطة مناسبة .
خاطرت لشاهين فكرة مناسبة
شاهين: وجدتها يا أصدقائي
أرنوب : قلها يا فتى
شاهين : أسمعوني جيداً ..عندما يتجولون في أسواق المدينة ، سوف نختبئ وراء الجدران ، و عندما يصلون ، سنقوم بمهاجمتم من وراء ظهورهم
بطوط : و ما هي أداء الهجوم
شاهين : العصى .. نضربهم على رؤوسهم حتى يفقدوا الوعي
بندق : ثم نقوم بأخذ ملابسهم و ندخلهم السجن
عبقرينو : فهمت قصدك يا شاهين ..سوف تتنكرون بملابسهم ، و تذهبون إلى المدرسة معتقدين أنكم منهم
أرنوب : يا لها من فكرة ذكية .